كتب رئيس التحرير: خالد صادق
لا تكاد تتوقف الاخبار عن جولات المفاوضات المنعقدة لايجاد صيغة توافقية لوقف الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة تلك المفاوضات التي تجري مع استمرار الضغط العسكري الصهيوني على قطاع غزة وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين الابرياء وكأن هؤلاء الابرياء مجرد ورقة ضغط لاجبار المقاومة على التنازل والانصياع لشروط اسرائيل التي فرضتها على المقاومة فنتنياهو لا يريد وقف الحرب دون تحقيق اهدافه المعلنه لانه يعلم تماما ان اخفاقه في تحقيق هذه الاهداف تعني نهايته السياسية والزج به في السجن على القضايا المرفوعه عليه امام المحاكم الصهيونية وهى قضايا فساد ورشى هذا بخلاف الاخفاقات السياسية والعسكرية التي صاحبته طوال سبعة عشر شهرا من العدوان الهمجي على قطاع غزة.
وحتى لا نبقى متعلقين بنتائج المفاوضات يجب ان نقف على عوامل نجاحها ان كتب لها النجاح. فاساس نجاح هذه المفاوضات هو الصمود الشعبي وتماسك الجبهة الداخلية وقدرة المقاومة على احباط مخططات الاحتلال العسكرية وايقاع الخسائر في صفوف الجيش الصهيوني والقدرة على مفاجأته.
ثانيا قرار نجاح او فشل اي جولة مفاوضات مرهون بالإرادة الامريكية فامريكا شريك مباشر في العدوان على غزة وهى صاحبة الدعم العسكري المفتوح للاحتلال والداعم الرئيسي لاسرائيل في المحافل الدولية وحامي الحمى الذي يمنع المؤسسات الدولية من محاسبة اسرائيل على جرائمها ويمنع اي ادانة او عقاب لاسرائيل من اي جهة كانت .
ثالثا ضمان نجاح اي جولة مفاوضات مصحوب بمدى القدرة في التأثير على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لان استمرار الحرب هو مصلحة شخصية لنتنياهو يضمن استمرار حكومته ويضمن عدم دخوله السجن لذلك فان اي اتفاق لن يوافق عليه نتنياهو مطلقا ما لم يضمن له استمرار حكومته وعدم محاكمته. لذلك من المرجح في حال نجاح الضغط على نتنياهو بابرام صفقة فيصبح في هذه الحالة امام خياران اما الدعوة لانتخابات مبكرة حظوظه فيها بالفوز برئاسة الحكومة ليست كبيرة حسب طل استطلاعات الرأي الاسرائيلية.
والخيار الثاني امامه هو تقديم استقالته والاستسلام تماما لمصيره الذي ينتظره وقد ينتهي به الحال الى السجن وهذا هو الخيار الاصعب على نتنياهو والذي يرعبه ويدفعه الى التمسك برفضه لاية صفقة تنتهي بوقف العدوان الصهيوني وحرب الابادة على قطاع غزة.
جولات التفاوض المكوكية لا ينظر اليها نتنياهو وحكومته بإيجابية وهو ينتهج اسلوب السياسة العمياء التي يسودها التخبط والفلتان وهى سياسة تدفعه الى المغامرة فيهاجم محكمة العدل الدولية واليونسكو ووكالة الغوث الدولية وغيرها من المؤسسات الدولية وهو نجح في جر امريكا الى هذا المربع فباتت تتحدث بلسان نتنياهو وتهاجم تلك المؤسسات التي تحكمها المواثيق والقوانين والاعراف الدولية انها التبعية الامريكية العمياء لاسرائيل والتي جعلتها تعتدي على سيادة اليمن وتجرم المؤسسات الدولية وهذه السياسة الامريكية حتما سيكون لها تأثير مباشر على علاقة امريكا بدول العالم.
التعليقات : 0